ان ا لكتا بة عن الحركة الاسلامية فى مصر
تحتاج اول ما تحتاج الى تعايش مع واقعها
وتياراتها..
وهذا يفر ض ان تكون هذه الكتابة بلغة ميدانية
موثقة ..
وقد كتب كثيرا عن الحركة الاسلامية فى مصر
الا ان هذه الكتابات كتبت بلغة امنية تارة
وبلغة مكتبية تارة اخرى مما افقد هذه
الكتابات الموضوعية والحيادية ..
ولما كنت من المعايشين لهذه الحركة ومن
المساهمين فى تاسيس تياراتها طوال فترة
السبعينيات والثمانينيات فان هذه المعايشة قد
اتاحت لى الفرصة لرؤية واقع الحركة عن قرب
ولمس مشاكلها وتحديد أزمتها ..
ويمكن القول أن مكمن الازمة بين الحكم
والحركة الاسلامية فى مصر يتركز فى سياسة
الحكم الذى يواجه الحركة الاسلامية بالعقل
الناصرى الموروث من خلال تجربته مع الاخوان
..
ويكمن ايضا فى عقل الماضى او العقل السلفى
الذى ورثته الحركة من الحقبة النفطية ..
والمخرج الوحيد من هذه الازمة هو تنازل
الطرفين ..
تنازل الحكم عن العقل الناصرى ..
وتنازل الحركة عن عقل الماضى ..
ومن خلال هذا الكتاب نلقى الضوء على هذين
العقلين ..
وهو كتاب يمثل رؤية جديدة لواقع الحركة
ويكشف الكثير من الجوانب والمواقف والابعاد
الفكرية والعقدية التى تمثل مرتكزا هاما
يسهم فى التعرف عليها ..
والكتاب بالاضافة الى هذا يرصد الحوادث ا
لتى ارتبطت بالتيارات الرئيسية لهذه الحركة
..
ويرصد ايضا الرموز الفاعلة فى واقعها ..
ويقدم رؤية نقدية تعكس أزمتها والمأزق الذى
تعيشه والمخرج من هذه الأإزمة ..
هذا وغيره يتم رصده من خلال الوثائق المعتمدة
لهذه الحركة ..
.