الموقع الرسمي للكاتب صالح الورداني

السيرة الذاتية للكاتب صالح الورداني

فــقــهاء النفـــط

 

 

 

 

 

 

بدأت ظاهرة فقهاء النفط مع بداية فترة السبعينيات وكانت السعودية بحكم مركزها الإسلامي أول من أحيا هذه الظاهرة وساعد على نموها وانتشارها ..

وقد أعان السعودية على القيام بهذا الدور جماعة الإخوان المسلمين التي استوطن عدد كبير من أفرادها منذ منتصف الخمسينات بعد أن وجه عبد الناصر ضربته الأولى  للإخوان ..

ومن المعروف أن تواجد عناصر الإخوان بالسعودية وانتشارهم في دول الخليج الأخرى قد تساعد هذه الدول على التستر بالإسلام والسعي لجلب الدعاة والعلماء من بقاع العالم الإسلامي ومن مصر خاصة ليقوموا بالدعاية لهذه الدول إسلاميا ..

ويمكن القول أن تواجد الإخوان بالسعودية  والخليج قد شكل عامل جذب للمسلمين نحو هذه الدول ، كما شكلت الدعوة الوهابية عامل جذب كبيرا للسعودية خاصة من قبل المسلمين والعلماء والتيارات الإسلامية التي تشبعت بهذه الدعوة وجعلتها منطلقا لها ..

ولقد استغلت السعودية الحرمين الشريفين في الدعاية لنظامها حتى أن ملكها لقب نفسه بخادم الحرمين وقد ساعد هذا الأمر على استقطاب العلماء وتعاطفهم معه مما يسر احتواءهم تحت راية النفط .

ولكن حكام الخليج والسعودية لا تزال تسودهم الروح القبلية ولا يتقمصون الشخصية العلمانية التي يتقمصها حكام العرب الآخرون  فقد شكل هذا الأمر نوعا من التعاطف والتقارب بينهم وبين العلماء والدعاة الإسلاميين ..

 ولا نجد بين علماء اليوم من تصدى لحاكم السعودية أو الخليج بسوء أو بنقد، اللهم إلا قلة قليلة منهم ممن لم يسيروا في ركاب الحكومات ولم يتلوثوا بأموال النفط وهؤلاء العلماء القلة غير معترف بهم في الأصل وهم معزولون عن الأضواء ..

وعلى العكس من ذلك نجد المديح والثناء والتأييد والتبرير هو كل ما تجود به قريحتهم تجاه هؤلاء الحكام حتى موهت على المسلمين حقيقتهم وغطت على سياساتهم وممارسا تهم ..

وعندما برزت الثورة الأفغانية استغل حكام الخليج والسعودية فقهاء النفط احسن استغلال في هذا المضمار حتى بدا للمجتمع وفي مقدمتهم المسلمون المضللون أن هؤلاء الحكام هم امتداد للسلف الصالح الذي حمل راية الجهاد والفتوحات . فها هم يقفون من وراء المجاهدين ـ الأفغان ينصرونهم ويدعمونهم ضد الكفر والإلحاد بمباركة الفقهاء . وهل هناك دليل على تقواهم وإخلاصهم للإسلام أكثر من هذا ..؟

وعندما قامت الثورة الإسلامية في إيران واهتزت العروش الخليجية بعد سقوط الشاه هرع حكام الخليج والسعودية نحو فقهاء النفط الذين لبوا النداء على وجه السرعة معلنين الحرب على إيران والشيعة حاجبين تأثير الثورة على المسلمين مؤكدين صحة الإسلام النفطي وشرعيته ومثبتين بطلان وزيف الإسلام الإيراني . دافعين الأمة إلى الوقوف صفا واحدا وراء صدام حسين الذي يرفع راية الجهاد المقدس ضد إيران  مدافعا عن الإسلام والمسلمين ضد الفرس الملاعين .

واليوم ـ وسبحان مغير الأحوال ـ أعلنوا الحرب على صدام حسين وحكموا عليه بالمروق من الإسلام وطالبوا بإقامة حد الحرابة عليه بسبب تحطيمه أحد أصنامهم وتهديده للأصنام الأخرى..

ان الهزة التي أحدثها غزو صدام حسين للكويت والتي دفعت بحكام الخليج والسعودية إلى دفع فقهاء النفط لمواجهته وتعبئة المسلمين ضده ـ لهى أكبر بكثير من الهزة التي أحدثتها الثورة الإيرانية حين قيامها للعروش الخليجية ..

وان من أهم نتائج هذه الهزة هي سقوط الإسلام النفطي وانتهاء عصر فقهاء النفط الذين فاحت رائحتهم (من خلال هذه الأزمة) حتى أزكمت الأنوف ..

ولقد انعكست مواقف واتجاهات فقهاء النفط على الحركة الإسلامية بصورة سلبية خطيرة دفعت الحركة إلى التحالف مع حكام الخليج والسعودية والسقوط في متاهة الإسلام النفطي . كما انعكست بصورة أخرى على إسلام الجماهير وعلى صورة الإسلام ذاته ..

وما نحاول إبرازه في هذا الكتاب هو ذلك الدور الخطير الذي يلعبه فقهاء النفط في واقع المسلمين اليوم لصالح القوى الحاكمة والذين يعدون امتداد لفقهاء الأمس الذين واكبوا الأمويين والعباسيين والأيوبيين والمماليك والعثمانيين وغيرهم وباركوا ممارستهم وسياساتهم  باسم الإسلام ..

ليس هذا الكتاب إلا محاولة لإبراز صورة جديدة من صور الإسلام الانهزامي يحاول البعض فرضه على واقع المسلمين ومحو صورة الإسلام الرباني .. الذي بدأت طلائعه في الظهور اليوم والذي يسعى فقهاء النفط لطمس هويته والقضاء على معالمه .. هذا وأرجو أن يكون كتابي هذا شمعة مضيئة وسط ظلمات الحقبة النفطية .

 

 

 

.

Free Web Hosting

     
     
     
   
   
   
   
   
   
   

                                                 

الصفحة الرئيسية

السيرة الذاتية

مؤلفات

ملفات

مقالات

من أقوال الكاتب

أحوال مصر

للاتصال بنا

سجل الزوار

 

 

 

تصميم المعاق علي الحيمي

الحقوق محفوظة للكاتب صالح الورداني

salehalwerdani@yahoo.com