ليس هذا الكتاب موجّه لشخص إبن باز . ففي مجال الفقه والعقيدة والفكر بشكل عام ، لا يكمن الخطر في ذات الأشخاص إنما في طرحهم وأفكارهم .

وابن باز واحد من الحنابلة الذين أفرزتهم دولة آل سعود ليحلّوا محل فقهاء آل الشيخ من أبناء محمد بن عبد الوهاب ، والذين تمّ عزلهم من الساحة الدينية في دولتهم ..

ومكمن الخطر في طرح ابن باز ، أنه يمثّل ذلك النهج المتشدّد واللاعقلاني المغالي الذي يقوم على الشكليّات والفروع والتطرّف ..

ذلك النهج الذي رفع لواءه الخوارج ثم الحنابلة من بعدهم وحاول إحياؤه ابن تيمية لكنّه ضُرب . وقدّر لمحمد بن عبد الوهاب أن يبعثه من جديد بسيف آل سعود وبنفطهم ..

ذلك النهج الذي زرع بذور الفرقة والشقاق بين المسلمين وأسهم في تخلّف الأمة وانحطاطها .. إن ابن باز إنمّا يمثّل نموذجاً حيّاً من ابن حنبل وابن تيميّة وابن عبد الوهاب ، أولئك الذين سلّطوا ألسنتهم وسيوفهم على المسلمين بدلاً من أن يسلّطوها على أعداء الإسلام ..

ولقد كان الدافع الأكبر الذي دفعني للتصدّي لهذا الرجل هو ذلك العفن والانحطاط والتخلّف الفكري الذي يسود واقع الحركة الإسلاميّة في مصر وفي بقاع أخرى كثيرة بسبب الطرح الوهابي الذي يتحدّث بلسانه ويدعو له ويباركه ابن باز فقيه آل سعود . ذلك الطرح الذي تمكّن من اختراق الواقع الإسلامي والمؤسّسات والرموز الإسلاميّة ببركات النفط .

من هنا فإن كتابي هذا ليس إلاّ محاولة لدق ناقوس الخطر من أجل تنبيه المسلمين إلى المؤامرة التي نسج خيوطها من حولهم آل سعود تحت ستار دعوة التوحيد الذي هو في حقيقته الشرك والضلال بعينه والذي يزيّنه في أعين المسلمين ابن باز وتلاميذه ..

والهدف من هذه المؤامرة هو أن تصبّ الحركات والمؤسّسات والرموز الإسلاميّة في مصبّ القوى الكافرة المتربّصة التي تتزعمها أمريكا وحلفائها الذين يقفون من وراء آل سعود قرن الشيطان في هذا الزمان ..

الهدف من هذه المؤامرة هو أن يتحوّل الإسلام إلى هيكل فارغ لا قدرة له على التأثّر والمقاومة وهذه هي حقيقة الإسلام الوهابي السعودي الذي يدعو له ابن باز ..
اللهمّ هل بلّغت فاشهد ..