هذا الكتاب دعوة لأهل العقل والفكر من أجل صيانة
الاسلام ونبذ الأوهام في مواجهة الحوادث
والمتغيرات المعاصرة التي فرضت نفسها على واقع
المسلمين ..
وأصبحت الحاجة ملحة اليوم لتغيير الخطاب الاسلامي
لا تجديده والعمل على ابراز صورة الاسلام النقية
الصافية من شوائب الماضي وبصمات السياسة وتأثيرات
المذاهب والتأكيد على هوية الاسلام وأهدافه ..
والتغيير الذي يدعو اليه الكتاب انما هو في بنية
هذا الخطاب ومقوماته وتغيير لهجته المتطرفة
المعادية والمنفرة للآخر ونبذ قداسة الرجال وعقل
الماضي ..
ويؤكد الكتاب أن الخطاب الاسلامي المعاصر يقف بين
أمرين :
الأول : قبول تغيير الأطر والمفاهيم ..
الثاني : الاستسلام لحالة الجمود والتعصب ..
وهو باختيار الأمر الأول سوف يواكب الواقع ويحقق
الفاعلية والتأثير ويؤكد أن دوافع التغيير هى
دوافع داخلية بعيدة عن ضغوط الحكومات والمؤسسات ..
وباختياره الأمر الثاني يكون قد دفع بنفسه الى
الوراء ليلحق بصور الخطاب القديمة التي أصبحت في
ذمة التاريخ ..
وفي دائرة هذا الكتاب نحاول القيام بعملية تشريح
لهذا الخطاب بجناحيه السني والشيعي وصوره المختلفة
والمتنافرة ..
الخطاب السني الذي تبنى العديد من المعتقدات
والخرافات نتيجة الغلو في الروايات والصحابة والذي
أنتج ظاهرة التعصب والعداء للآخر واحتكار الدين
وتقديس الرجال ..
والخطاب الشيعي الذي تبني أيضا العديد من
المعتقدات والخرافات نتيجة الغلو في الروايات وأهل
البيت مما أنتج ظاهرة التعصب ومعاداة الآخر
واحتكار الدين من قبل المراجع الذين أدخلوا أنفسهم
في دائرة التقديس بدعوى نيابتهم للامام الغائب
ووجوب تقليدهم وبطلان الأعمال بدون تقليدهم ..
وأخيرا ليس هذا الكتاب سوى مقدمة لميلاد خطاب جديد
..
.